MENU





 

.

.

بوتين : ابخازيا انطلقت في مسيرة البناء السياسي والاقتصادي
روسيا اليوم
12.08.2009

.

.

س-1. فلاديمير فلاديميروفيتش قبل عام اعتدت جورجيا على أوسيتيا الجنوبية.. ما هو شعوركم عندما تتذكرون هذا التاريخ وما هي التغييرات التي جرت في المنطقة بعد اتخاذ روسيا إجراءات الدفاع عن شعبي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا؟

 

ج- 1 عندما نتذكر أي تراجيديا، بالطبع نفكر أول ما نفكر في الضحايا. نفكر في الأسباب التي جعلت ما حدث ممكنا. وبالطبع نحلل هذا الحدث ونستخلص النتائج.. بالنسبة لي.. واضح أن أهم ما يحول دون حدوث مآس مشابهة هو أن يلتزم أصحاب مثل هذه القرارات ..بأخذ وجهة نظر الشعوب في الاعتبار.. ووجهات نظر الناس الذين يعيشون في هذه المنطقة أو تلك.. بالتغاضي عن إرادة المواطنين لا يمكن حل أي موضوع متعلق ببنية الدولة. وهذا بالتحديد ما نسيته الإدارة الجورجية الحالية.

أبخازيا تدرك جيدا موقف روسيا المتعلق بهذا النزاع، ومدى تطور العلاقات خلال العشر سنوات الماضية. أنتم تعرفون كم مرة وجهت أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا إلى روسيا طلبا، إما للإنضمام إلى روسيا، أو الإعتراف باستقلالهما. روسيا اتخذت دائما مواقف متوازنة وحذرة.. لأننا كنا ننطلق دوما من المبدأ الاساسي للشرعية الدولية.. وهو مبدأ وحدة الأراضي.. لكن للمحافظة على مبدأ وحدة الأراضي بالنسبة لجورجيا عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، ، كان ينبغي احترام شعبي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.. كان ينبغي معرفة الواقع واحترامه.. وهذا الواقع تشكل منذ مئات السنين. فجورجيا كانت جزءا من الامبراطورية الروسية، إن لم تخني الذاكرة، في عام 1783 وبعد حوالي ثلاثين عاما.. أي في 1810 انضمت أبخازيا إلى روسيا ، كإمارة مستقلة.

ولم تصبح جزءا من جورجيا، إلا بحكم وضعها كجزء من الدولة الموحدة..  وجميعنا ندرك ان العلاقات لم تتشكل بسهولة..والتناقضات القومية وُجدت دائما.. وإذا أرادت القيادة الجورجية في الظروف الحالية إيجاد وحدة متكاملة يجب عليها أن تتعامل مع الأبخاز والأوسيتيين الجنوبيين باحترام. كان يجب الاعتراف بأخطاء الماضي والعملُ على تصحيحها.

 نحن تحدثنا كثيرا مع القيادة الجورجية الحالية وأنا شخصيا دعوتهم أن يتحلوا بالصبر وأن يعملوا على كسب الثقة في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.. وكنت ومازلت أؤمن بأنه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق  وحدة الأراضي..

 كانوا يوافقون.. لكن في الواقع كانوا يفعلون العكس تماما. بداية بالضغط العسكري والحرمان من ممارسة كامل الحقوق في الحكم الذاتي. وفي نهاية الأمر العدوان.. تلك الجريمة التي أزهقت أرواح كثير من الضحايا في صفوف المدنيين وأفراد المقاومة الشعبية.

بالطبع روسيا لم تستطع ولم يكن يحق لها أن تترك كلا من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وحدهما في مواجهة المأساة.. لهذا اتخذت القرار الوحيد الصحيح بالدفاع عن الشعبين والاعتراف باستقلالهما.

أعتقد أن الوضع، بعد ذلك، استقر وأصبح محددا ومفهوما وأكثر وضوحا .. والقاعدة القانونية التي استحدثت.. سمحت لنا بتطوير العلاقات مع أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كدولتين مستقلتين... دون الإلتفات نحو من لا يسرهم الأمر..

كما سمحت لنا بتطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك تطوير العلاقات الثنائية، وتوفير الأمن والاستقرار.. نحن في هذا الشأن  نعتزم التحرك وفقا للاتفاقيات والمعاهدات الموقعة. والأساس القانوني لتعاوننا يتعزز.. فقد أعددنا حوالي أربعين اتفاقية مع أبخازيا في مختلف المجالات..وأنا واثق من أنها ستكون فعالة وفي مصلحة شعبي أبخازيا وروسيا.

.

.

.