MENU
|
|
. |
. |
المجلس الاجتماعي
الروسي يناقش قضية معاناة |
|
. |
. |
شراكسة سوريا
نشرت صحيفتنا " صوت الشراكسة " أخبارا كثيرة عن معاناة ، ومأساة
شراكسة سوريا من جراء الصدامات المسلحة التي تجري داخل سوريا ما
بين الجيش النظامي والمعارضة . بدأ اهتمام صحيفتنا بهذه القضية
عندما وجه مئة وخمسة عشر مواطنا من شراكسة سوريا كتبا رجاء إلى
قادة روسيا الاتحادية ، وجمهورية الأديغي ، وجمهورية |
|
|
|
. |
قباردينا بلقاريا ، وجمهورية القرشاي
شرجس يطلبون فيه تقديم العون والمساعدة ، وإعادتهم إلى أرض وطنهم
التاريخي . حرك هذا الرجاء الهيئات الرسمية ، والمنظمات الاجتماعية ،
وجميع القوى والفعاليات الشعبية ، وكل المهتمين بالقضايا ، والشؤون
القومية لتقديم الدعم لأولئك الذين وقعوا في محنة ، وضائقة ، وشرعوا
يفكرون بكل ما يجب عمله من أجل إعادتهم إلى وطنهم بأمان وسلام ،
وبالإمكانيات المتاحة ، والمتوفرة قاموا بالخطوات الأولى ، وقد نشرت
صحيفتنا هذه الأخبار ولا نرى ضرورة لتكرارها . ومما يؤسف له أننا لم
لم نتلق جوابا واضحا من الحكومة المركزية حول هذه القضية الإنسانية
حتى الآن . يسقط الكثير من الأبرياء في الصراع الداخلي المسلح ،
ومسألة إعادة إخواننا وأخواتنا من هناك لم يطرأ عليها شيئا يذكر ،
ومن أجل ذلك تداعت المنظمات الاجتماعية المختلفة ، والقوى الشعبية
إلى إقامة اجتماع كبير ، فعقد المجلس الاجتماعي الفيدرالي الروسي
اجتماعا في التاسع والعشرين من شهر أيار الماضي بمدينة موسكو ، وكان
بين أعضاء وفد جمهورية الأديغي المشارك ، والذب دعي لحضور هذا
الاجتماع السيد عسكر شحلاخو رئيس لجنة توثيق العلاقات والروابط
القومية مع شراكسة المهجر ، وجمع الأخبار والمعلومات المتعلقة بهم ،
ونائب رئيس اللجنة المسؤولة عن حل كافة شؤون أمور الراغبين في العودة
، والعائدين من سوريا ، ورئيس الجمعية الشركسية بجمهورية الأديغي ،
ورئيس البرلمان الشركسي السيد آدم بغوشه ، ونائب رئيس لجنة الطوارئ
في الجمهورية ، وعضو برلمان جمهورية الأديغي السيد محي الدين تشرمت ،
ورغبة منا في أن يحدثنا السيد عسكر شحلاخو عما دار في اجتماع موسكو ،
ومعرفة ما تحقق ، وما تقرر التقينا به بعد عودتهم من موسكو ،
واستمعنا إليه باهتمام وشغف .
ــ يروي السيد عسكر شحلاخو قائلا : لقد كان الاجتماع الذي طرحت في
فيه قضايا كثيرة ، ومؤلمة ، وأقيم بمدينة موسكو في التاسع والعشرين
من شهر أيار الماضي كبيرا ، ومهما ، حيث شارك فيه ما يقرب من ثمانين
شخصية من أعضاء المجلس الفيدرالي ، وأعضاء نواب مجلس الدوما الروسي ،
وأعضاء المجلس الاجتماعي ، وممثلي المنظمات الاجتماعية المختلفة ،
والباحثون ، والمختصون ، وغيرهم . حضر الاجتماع جميع زعماء وقادة
جمهوريات شمال القفقاس ، وناقشوا في هذا الاجتماع قضية أوضاع شراكسة
سوريا ، وقاموا بالإشراف على إدارة أعمال هذا الاجتماع كل من رئيس
قيادة المؤتمر الشعبي القفقاسي " ООД " ، عضو المجلس الاجتماعي
الروسي ، والدكتور في العلوم الاقتصادية السيد أصلان بيك باسكاتشيف (
Асланбек Паскачев ) ، ورئيس مجموعة التعاون الدولي والديبلوماسي في
المجلس الاجتماعي السيد أليكساندر سَكـَلوف ( Александр Соколов ) ،
والسيد مكسيم شيفـْتشينـْكَ ( Максим Шевчерко ( الصحفي ، والعضو
الاجتماعي النشيط والفعال ، نائب رئيس أعضاء المجموعة التي تم
تشكيلها لتحقيق النمو والتقدم ، والتعاون الدولي للمعاهد الاجتماعية
الوطنية وللمجتمعات القفقاسية في منطقة شمال القفقاس . وقد ألحقوا
إلى البرامج التي قاموا بإعدادها محاضرات إضافية وتحدث كل من السيد
ألبرت قجر باسم جمهورية قباردينا بلقاريا ، والذي عين من قبل المجلس
رئيسا للوفد الذي كان قد سافر إلى سوريا ، ثم تكلم رئيس الجمعية
الشركسية بجمهورية الأديغي ، ورئيس البرلمان الشركسي السيد آدم بغوشه
، والعائد من سوريا السيد بِـِسْلان حَغـَجـِيَ رئيس المنظمة
الاجتماعية لشؤون العائدين ، ونائب رئيس لجنة الطوارئ ، وعضو برلمان
جمهورية الأديغي السيد محي الدين تشرمت ، والسيد هيثم بدر خان
المسؤول عن شؤون العائدين السوريين بمدينة موسكو .
ـــ هل دار نقاش حول مضمون المحاضرات ، والكلمات التي ألقيت من قبل
من
ذكرت أسماءهم آنفا ، يبدو أن الكثيرين قد تحدثوا في هذا الاجتماع ،
وهل أعطيت إليكم الكلمة في هذا الاجتماع ؟ .
ـــ تحدث الكثيرون ، وطرحت آراء ، وأسئلة كثيرة ، ومن الصعب الآن أن
نتحدث عن جميعها ، وأنا توَّجب عليَّ أن أتحدث مرتين ، حيث تكلمت
مايجب أن نقدمه إلى الحكومة المركزية ، ونقوم به ، وما نرى وجوب
القيام به ، ومن بينها امكانية حصول أشقائنا في سوريا على تأشيرات
دخول ( فيزة ) مجانية أو بدون فيزة ، وكذلك تقليص أو تقصير مدة
الحصول على الإقامة أو الجنسية الروسية ، وتقديم التسهيلات الجيدة
إليهم ، كما طلبت ايجاد حل للشراكسة السوريين الذين يحملون جوازا ت
سفر سوفيتية أو روسية ، ولم يتسنى لهم تجديدها . وقلت أن أشقائنا
وقعوا في ظروف إنسانية صعبة في ظل الصراع الداخلي الذي يجري في سوريا
، وهم بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة ، وإخراجهم من أتون نار محرقة
، وبصورة عاجلة ، وهناك مسائل أخرى طرحتها ، وتوقفت عندها .
ــ قلت : أنك قد توجب عليك أن تتحدث مرتين ، ما السبب في ذلك ؟.
ــ وجه منظمو هذا الاجتماع ، والمشرفون على إدارته إلينا السؤال
التالي : لديكم الكثير من المطالب من الحكومة المركزية بشأن إخراج
شراكسة سوريا وإعادتهم ، فما الذي تفعله حكومتكم ، وما الذي تقدمه ؟
. فقمت باطلاعهم على كل الإجراءات ، والأعمال التي نقوم بها في
جمهورية الأديغي ، وقلت : أنه ومنذ سنوات عديدة افتتح بجمهورية
الأديغي مركز أو جمعية لتطبيع حياة العائدين بأرض وطنهم الأم ، كما
نقوم باستقبالهم في المطار لدى سماعنا بوصول أسرة ، ونؤمن لهم أماكن
إقامة بمدينة مايكوب ، ونقدم إليهم المساعدات اللازمة ، والضرورية في
مسألة إعداد ، وتجهيز الأوراق والوثائق المطلوبة منهم للحصول على
الإقامة المؤقتة ، وتذليل الصعوبات التي تواجههم ، وغيرها .
ـــ هل تحدث آخرون باسم جمهورية الاديغي ممن لم تذكر لنا أسماءهم ؟ .
ــ أجل . تحدثت باسم جمهورية الأديغي نائبة مجلس الدوما الروسي
السيدة رازييت ناتخو (Разыет Натхъо ) ، وحاملة شهادة الماجستير في
التاريخ ، وهي عضو في المجلس الاجتماعي لجمهورية الأديغي أيضا السيدة
نايمه نشولاشه ( Наимэ ( Нэшъулъэщэ .
ــ ما النتائج التي توصلتم إليها في هذا الاجتماع ؟.
ــ استمر الاجتماع ثلاث ساعات ونصف ، وكما قلت تحدث الكثيرون ،
وقاموا بتسجيل ، وجمع كل قيل ، وما طرح من آراء ، وأفكار ، ومقترحات
، وما يجب عمله ، وسيقومون بإجراء دراسة شاملة عليه ، واتفق جميع
الحضور ضرورة تشكيل لجنة وزارية من أجل هذه القضية ، كما قاموا
بتوجيه رسائل إلى كل من سيادة رئيس جمهورية روسيا الاتحادية ، وإلى
رئيس الحكومة الروسية ، ورئيس المجلس الاتحادي ، وإلى رئيس مجلس
الدوما الروسي ، ونحن نرجو من اللجنة أن تعمل من أجل العمل على تحقيق
أمر إدخال شراكسة إلى روسيا بدون فيزه أو تأشيرة دخول .
ــ هل ترى أن وجهات نظر الجميع كانت واحدة أو متفقة في مسألة الإعادة
والكيفية ؟ .
ــ من الطبيعي وحسب المستوى السياسي الرفيع والعالي الذي جرى بموجبه
النقاش ، وبموجب عمق الفهم السياسي ستتباين وجهات النظر ، ويمكن لأي
إنسان أن يكون له رأي معين ، من ناحية مسألة إعادة شراكسة سوريا لم
يعترض أحد ، لكن وجدت أن هناك وجهات نظر ، وآراء عديدة من حيث كيفية
، وسبل الإعادة . فعلى سبيل المثال ، فإن السيد فاليري كاداخوف (
Валерий Кадохов) الذي كان قبل عدة سنوات يشغل منصب نائب وزير
الخارجية لروسيا الاتحادية ، وهو عضو اليوم في المجلس الاتحادي
الروسي ، ونائب رئيس لجنة شؤون التنظيم الاتحادي والسياسي والإداري
لمناطق روسيا الاتحادية ، والمناطق الشمالية فيها ، والسيد أليكساندر
سَكـَلـُوف ، والسيد ماكسيم شيفتشينك فإنهم أبدوا رأيهم في هذه
القضية قائلين : إن روسيا الاتحادية لا ترغب اليوم ، وحسب المعطيات
السياسية الراهنة ، والظروف السائدة أن تعيد قسما كبيرا من شراكسة
سوريا ، وليست لديها القدرة على ذلك ، وهي تعمل اليوم من أجل نبذ
العنف ، وإلقاء السلاح ، وإيجاد حل سلمي للمشكلة السورية ، وعن طريق
الحوار مابين الأطراف المتصارعة ، وهذا النهج السياسي الذي تعتمده
الحكومة الروسية تريد أن يثمر ويحقق النجاح ، وحينذاك لن يبقى هناك
دواع لخروج أحد من سوريا كما نعتقد .
ــ إن تكللت المساعي والجهود الروسية بالنجاح فهذا جيد ، ولكن
الأنباء التي تنقلها وتعرضها شاشات التلفزة مخيفة ، وإن لم تتكلل
المساعي الروسية بالنجاح يمكن لشعبنا أن يتعرض لمختلف ألوان المحن
والشدائد والأذى ، وحينذاك لا ينفع الندم ، ولا تفيد الحسرة في شيء .
ــ قبل أن نسافر إلى موسكو دعوت إلى مكتبي عددا من الأسر العائدة من
سوريا ، وممثلو الطلبة السوريين الذين يدرسون في الأديغي ، وتحدثت
معهم ، واستمعت إليهم عما لديهم من أخبار عن الأوضاع في سوريا ،
وأخبروني أن ما يقرب من عشرين شركسيا في سوريا قد قتلوا من جراء
الصراع الدموي المحزن ، والمؤلم الذي يجري اليوم في سوريا ، ويسقط
فيها الأبرياء ، وفي الاجتماع الذي أقيم بموسكو هناك من قال أن العدد
وصل إلى نحو سبعين ، وفي صراع داخلي كهذا من الصعب تقدير أعداد
الضحايا وبصورة دقيقة ، ودون أدنى شك فكلما استمر القتال زادت أعداد
الضحايا ، وكبر حجم المأساة الإنسانية .
ــ السيد عسكر : نعرف أنك يمكن أن تضيف الكثير إلى ما ذكرت ، ولكننا
قد لا نستطيع أن ننشر كل ما قلته في صفحة واحدة ، ونعتقد أن هذه
المأساة لن تنتهي بالسرعة التي نرجوها ، وصحيفتنا ستواصل اهتمامها
بها . نشكرك لما نقلته إلينا عن الاجتماع الكبير الذي أقيم بموسكو ،
وعبَّرْتَ لنا عما أثار لديك من آراء ونظرات .
ــ الكاتب الصحفي : نور بي سخوت .
ــ الترجمة إلى العربية : محمد ماهر إسلام . |
. |
. |
|
|
|
|
|