MENU





 

.

.

سَنـَحْرِصُ مُسْتقـْبَلا ً عَلـَى بَعْضِنـَا أكـْثـَر

.

.

تعقد لجنة توثيق الروابط القومية ، والإعلامية مع شراكسة المهجر اجتماعات استثنائية متعددة خلال هذه الآونة لمعالجة قضايا ، وشؤون العائدين من سورية ، أو الذين يرغبونه في العودة منها ، وما يمكن أن يقدموا اليهم من مساعدة يرغب ، ويجتمعون مع

.

بعضهم ، ويستمعون إلى احتياجاتهم ، وهم يطلبون انجاز معاملاتهم ، وبصورة أسهل ، وأسرع ، ويسألون عن كيفية الحصول على عمل ، ومكان لعيشهم وإقامتهم . وفي الجلسة الأخيرة قدِّمتْ الدفعة المالية الثانية إلى عدد منهم من قبل صندوق الإعانات المالية الذي افتتح رقم حساب له في البنك لمساعدة العائدين من سوريا ، وكان بين المجتمعين من العائدين القدامى ، والجدد والذين جاؤوا بهدف الزيارة والتجوال من مثل السيد سمير مشْـفشْء الذي ولد في سوريا ، وعاش سنوات عديدة في أمريكا ، ويحمل جنسيتها ، وعنده شاب ، وصبية ، وهما يعملان ، ويعتمدان على أنفسهما ، ويشقان دربهما في الحياة ، وقد جاء إلى الأديغي ليتعرف على طبيعة الحياة ، والعيش فيها .
ـــ ألا ترغب في الحياة ، والبقاء في الأديغي ، دون أن تعود إلى سوريا ؟
ـــ في الحقيقة أنا كنت أريد أن أرى الأديغي منذ زمن طويل ، ولم أتمكن من زيارة الأديغي خلال وجودي في أمريكا ، وبعد تدهور الأوضاع الداخلية في سوريا ، جئت إلى هنا لأرى الشراكسة فيها ، وأتعرف على معالم الأديغي ، وطبيعتها ، والحياة فيها .
ـــ هل تريد العودة إلى الأديغي ؟
ـــ لم أقرر وبصورة جازمة بعد . زيارتي إلى الأديغي عمرها أسبوع واحد فقط ، وأنا مازلت أتجول فيها ، وأتعرف عليها ، وعلى الناس فيها .
ـــ ما الذي أعجبك فيها ؟ وما الذي لم يرضيك فيها ؟ .
ـــ مدينة مايكوب هادئة ، ليس فيها ضوضاء ، ولا ازدحام ، وهي آمنة ، ونظيفة ، وقد دخلت حديقتها العامة ، كل ذلك قد أعجبني ، وسأقول أيضا ما لم يعجبني : إذا دخلت المطاعم فيها فلا تجد أسماء قائمة المأ كولات مكتوبة باللغة الإنجليزية ، ومن لا يعرف القراءة والكتابة باللغة الشركسية أو الروسية ، فيصبح الأمر مشكلة بالنسبة إليه ، ولا ترى الناس يتبادلون التحية ، ويتهللون ، ويبتهجون لبعضهم حين يلتقون ، ونحن قد اعتدنا أن نلتقي مع بعضنا ببشر وسرور ، كما لاحظت أن الناس هنا لا يلتقون ، ولا يزورون بعضهم كثيرا .
ـــ عندما سافرت أنت إلى أمريكا هل قدموا إليك بيتا تقيم فيه ، وأمَّنـُوا لكَ عَملا ، وقدموا إليك دعما ماليا أو أي مساعدة إنسانية ؟.
ـــ لا لم يقدم لي شيئا من ذلك . وقد عملت هناك ، وبجهودي وطاقاتي وفرت كل ما عندي ، وبنيت نفسي ،. وأنا جئت لأتعرف على الحياة التي ستكون للعائدين من سوريا ، وأنا أسمع أن الشراكسة في الأديغي سوف يساعدوننا ، وبكل ما يستطيعون ، وأنا أقول لهم : شكرا ، جزاكم الله كل الخير . ويتوجب على العائدين أن لا يلقوا عليكم كل أثقالهم ، ويحملونكم من الأمر ما لا يطاق ، وغالبية العائدين أطباء ، ومهندسون ، واختصاصيون ، وأصحاب مهن ، وحرف مختلفة ، ونحن نشكركم على ما ستقدمونه لهم ، وهذا إن دل فلا يدل إلا على حسكم القومي ، وطيبتكم ، وإنسانيتكم ، وقد عرفت جيدا أن الحكومة الروسية لو وافقت ، وأيدت موضوع عودة الشراكسة من سوريا لزالت العديد من الصعوبات التي تواجهنا ، ولهان الأمر كثيرا . وذكر المجتمعون وبصراحة أن حكومة الأديغي لن تستطيع تأمين عمل للعائدين ، ويتوجب على الإنسان أن يجد ما يناسبه من عمل وبالاعتماد على نفسه ، والإعانات التي يمكن أن تقدم إليهم ضئيلة ، وذكروا أيضا أن أبناء العائدين ، ومن الطبيعي أن يجدوا صعوبة في تعلم اللغتين الروسية ، والشركسية بعد رجوعهم، وذكروا ما يتوجب عليهم دفعه إن مرض أبناءهم لدى اجراء مايلزمهم من تحليلات طبية ، وهم يسعون الآن أن يُجْرى لهم كل ذلك ، وبصورة مجانية أو مخفضة ، هذا وستقدم إليهم مساعدات متنوعة مالية ، وغذائية ، وغيرها ، ويفكرون أيضا في كيفية تسجيل أبنائهم في مدارس الجمهورية . وقال عسكر شحلاخو : لن نعدكم بما لا نستطيع ، ولكننا سنحرص ، ونحافظ على بعضنا ، وبكل ما هو ممكن . وها قد التقوا مع عدد من العائدين الذين جاؤوا إلى أرض الوطن ، ومنذ سنوات عديدة ، ويعيشون في القرى الشركسية ، وهم يعملون في الزراعة ، ويعيشون ، وبصورة جيدة ، ويحصلون على ما يحتاجون إليه من طعام أبناءهم وشراب ، ولباس . والكثير من أهالي المدينة ، ومن لديه شقق سكنية فارغة يقدمون للعائدين الجدد شققهم ، وبصورة مؤقتة ريثما يجدوا بيتا يستأجرونه ، أو يشترونه . والتفت عسكر شحلاخو إلى المجتمعين ، وقال : اطرحوا علينا جميع ما لديكم من قضايا ، ومشكلات ، وسنقوم بإيصالها إلى كبار المسؤولين ، وسنساعدكم ، وبكل ما نستطيع .

ـــ الكاتبة الصحفية السيدة : أصلان كواشه شاوقو (Шъаукъо Аслъангуащ ) .
ـــ الترجمة إلى العربية : محمد ماهر إسلام .

.

.