MENU
|
|
. |
. |
المحارب القديم
|
|
. |
. |
ثقافة وتهذيب ، وقلب صافي
أخبار بطل الحرب ، والعمل كثيرة ، وغير قليلة أبدا ، وهي معروفة
في جميع أنحاء جمهورية الأديغي ، وهو يتمتع بشهرة واسعة ، فقد
شارك في ثلاثة حروب شرسة ، وهو الوحيد الذي قاتل في غابات ،
وأدغال الأديغي ، وخرج من جميع الحروب التي خاضها حيا ، وهو
اليوم يعيش بيننا حتى الآن بمدينة مايكوب ، وقد احتفل بعيد
ميلاده |
|
|
|
. |
الثامن والثمانين في السادس عشر من شهر
أيلول الجاري . ولد السيد أمين شوماف تـِوْ ، والذي عرف في كتبه ،
ومؤلفاته باسم محمد والي في السادس عشر من شهر أيلول سنة 1924 في
قرية مامخغ التابعة لمنطقة الشوجن . نشأ وتربى في أسرة مثقفة ،
ومتعلمة . أرسل أبوه معلما إلى قرية كوشحابلة ، وتعلم أمين ، وعمل
فيها لما أنهى دراسته للصف الثامن ، حيث اشغل في العطلة الصيفية
بمزرعة الأبقار في قرية كوشحابلة ، والتي كانت تربى فيها للحومها ،
وكان يأخذها مع زميله في العمل كـْريشه إلى مؤسسة اللحوم الموجودة
بيرمل حابله ، وإلى جولكوفيتش . وعندما أنهى دراسته للصف التاسع عمل
في نقل البضائع بمحطة سكة الحديد الموجودة في قرية كوشحابلة . في
صبيحة الثاني والعشرين من شهر حزيران سنة 1941 اشتعلت نيران الحرب
العالمية الثانية ، وبدؤوا يأخذون الشبان الذين تتراوح أعمارهم فيما
بين السابعة عشرة ، والثامنة عشرة إلى ساحات القتال ، وقد سيق معظم
طلاب الصف العاشر الذين يتعلمون في المدرسة ، ولم يبق في الصف إلا
ثلاثة طلاب ، وست طالبات ، ومن أجل ذلك أغلق الصف العاشر . عين أمين
في خريف سنة إحدى وأربعين سكرتيرا لمجلس سوفييت قرية كوشحابلة ،
وخلال عمله كان يلحق الشبان في الكتيبة التي شكلت في المنطقة لمواجهة
المخربين الألمان الذين دخلوا البلاد ، وراحوا يعيسون فيها فسادا ،
ولما بدأ الألمان يقتربون من الأديغي قاموا بجمع معظم الرجال الذين
يعملون في كوشحالة لتشكيل مجموعة قتالية لمواجهة القوات الألمانية
الغازية ، ، وكنا بين تلك المجموعة ، وقام السيد سولوجوب مسؤول جهاز
الأمن بإقليم كراسنودار بإطلاعنا على مهامنا ، ووضع السيد " ن .
كرافتشينك " رئيس للمجموعة المقاومة ، إلا أن أهم ما كان يقلقهم ،
ويشغلهم هو عدم توفر وسائل النقل والحركة ، فذهبوا إلى مزرعة كولخوز
فدز في تلك الليلة ، وأخذوا الخيول الموجودة فيها ، والسروج ، وكل
مايحتاجون إليه ، فأصبح الجميع فرسانا وخيالة . قررت المجموعة التوقف
والمبيت في تلك الليلة في فدز ، وكلفهم أحد رجال الأمن والإستخبارات
بإلقاء القبض على عدد من الأفراد الهاربين قبل وصول القوات الألمانية
إلى المنطقة ، وفي أواخر تلك الليلة ظهرت مجموعة من الخيالة ، فطلبوا
منهم التوقف ، إلا أنهم هربوا ، فلاحقوهم ، وقتلوا خيل أحد الهاربين
، وأمسكوا الفارس ، بعد أن خرج من جوف الظلام طالبا عدم إطلاق النار
عليه ، وأعلن استسلامه ، وتبين لهم أنه شركسي ومن أسرة تـْسِبنـَهْ ،
وحي طلع الفجر سلم إلى مجلس سوفييت القرية ، وعندما اتصل كرافتشينك
بكراسنودار طلبوا ايصاله سالما إليهم ، وفي الطريق تعرضوا إلى هجوم
من قبل طائرة ألمانية ، فتفرقت المجموعة . ويروي لنا أمين : أن السيد
كرافتشينك أوقف سيارة وطلب من السائق ايصاله إلى كوشحابلة ، وأخذ معه
الرجل الشركسي المطلوب بعد أن وضعني رئيسا للمجموعة المقاومة . قبل
أن نصل إلى كوشحابلة قال لنا أحد رجال الجيش الأحمر: أن الألمان قد
دخلوا كورْجانينسك ، وبمجرد نطقه لهذه الكلمات تعرضنا لهجوم من قبل
قوة معادية ، ورشقونا بوابل من الرصاص ، فتفرقنا في المكان ، وفي
الليل وصلنا إلى كوشحابله ، وكان بانتظارنا كرافتشينك ، ثم خرجنا
منها بسرعة ، ووصلنا عند الفجر إلى محطة ياروسلافسك ، وتابعنا مسيرنا
، ولما أحسسنا بالتعب نزلنا لنستريح قرب محطة خُوَش ، وهناك أصابنا
النعاس ، فغفلنا ، ونمنا ، واستغل ذلك حَجْرَت تـْسِبـِنَ ، فضرب
الشاب الذي كان يقف بجانبه ، وهرب ، ولما أفقنا كان قد تمكن من
الوصول إلى بغيته ، واستطاع أن يفلت منا . بعد ذلك ألحقت مجموعتنا
بالمجموعة الموجودة المقاومة ، والموجودة في ياروسلافسك ، واتجه قائد
مجموعتنا إلى مايكوب على متن حصانه ، أما نحن قفد التقينا بأفراد
جيشناعلى الطريق المؤدية إلى حَجَخـُـوْ والذي كان يتراجع حينذاك ،
وأعطونا أسلحتهم ، ثم أقمنا نحن في الغابة ، ولمدة طويلة . أخذ
الألمان الأطعمة والمواد الغذائية ، والأسلحة ، وبالعربات من المحطة
، وبينما كان سبعون جنديا ألمانيا يسيرون على الطريق متفرقين ،
تجمعوا على حين غرة ، وسار قائدهم في مقدمتهم ، ولما أصبح بعيدا إلى
حد ما عن العربات المحملة فتحت قوات المقاومة نيران أسلحتها عليهم ،
واستطاعوا أن يبيدوهم وعن بكرتهم ، ثم أعادوا كل ماسلبوه ، وصادروا
أيضا جميع أسلحتهم . بقي أمين يقاتل منذ سنة 1942 وحتى شهرشباط من
سنة 1943 مع قوات المقاومة التي كان يقودها فيدر سافينكوف والموجودة
في منطقة كوشحابلة ، وكان الكوميسار في المجموعة هو سيرجي كوتسيف ،
وكان نائبا لقائد الخطوط الخلفية حسن مرتقو ، وكان يرافقه طاهر
شحلاخو ، وقدم هؤلاء في المعارك التي جرت في كل من جوبسك َ ، وبرقاي
، ونوفوسْبودْن ، ونوفَبرَخـْلادن ، وسوخوي بالـْك َ ، وكونسك بوليان
، وفي مناطق أخرى عونا ومساندة قوية لقوات المقاومة . إذا أردت أن
تتحدث عن المتاعب والصعاب التي لاقاها أمين تو تحتاج إلى الكثير من
الوقت . لا نستطيع أن نقول : أن قوات المقاومة لم تصب بأضرار ، وأ ذى
، ففي شهر شباط من سنة 1943 وحين عادت مجموعتنا إلى كوشحابلة لم يبق
منها حيا إلا تسع وعشرون محاربا ، والتي كان يبلغ تعدادها أربعا
وسبعين عنصرا ، ومن ثمانية شبان لم يعد حيا إلا الشاب أمين الذي ظل
يقاتل مع هذه الكتيبة حتى تحقيق النصر . عندما دخلت قوات المقاومة في
شهر كانون الثاني سنة 1943 كوشحابلة كان جيشنا قد وصل إليها أيضا في
ذلك اليوم ، لم يبق أمين في كوشحابلة ، وإنما انضم إلى الجيش ، وخرج
معه منها ، وظل يخدم في الجيش حتى سنة 1946 ، وكان في الجيش
الأوكراييني الثاني الموجود على الجبهة ، وكان الضابط الشاب رئيسا
لمفرزة ، وشارك في الإحتفال الذي أقيم بيوم النصر في مدينة براغ .
بعد الحرب نقلت الكتيبة التي كان يخدم فيها إلى وراء البايكال ،
وكانت هذه الحرب هي الثالثة ، والتي خاضها أمين . نال العديد من
الألقاب ، والأوسمة ، والميداليات حيث منح ميدالية النصر على ألمانيا
، ووسامَي النجمة الحمراء ، وميدالية النصر على اليابان . بعد أن خرج
من الجيش عمل ولمدة سنتين سكرتير اتحاد الشباب اللينيني في كوشحابلة
، ولقيامه بمهامه وبصورة جيدة قرراتحاد الشباب اللينيني الشيوعي في
الأديغي والتابع لاتحاد الشباب بإقليم كراسنودار أن يدرس أمين في
اللجنة المركزية لاتحاد الشباب اللينيني بموسكو ، ودرس هناك لمدة
سنتين . عمل منذ سنة 1950 وحتى 1953 نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية
المحلية في كوشحابلة ، ثم اشتغل مدرسا بمعهد إعداد المدرسين لمادتي
التاريخ ، والفلسفة . ومنذ سنة 1954 ـ 1962 عمل رئيس فرع العلوم
الاجتماعية في الأديغي ولكفاءته ، ونشاطه استحق شهادات ، وكتبا فخرية
، وجوائزعديدة . ومنذ سنة 1962 سنة وحتى سنة 1985 عمل نائبا لرئيس
المعهد الحكومي في الأديغي كما درس مادة الفلسفة ، وفي سنة خمس
وثمانين وتسع مئة وألف أحيل إلى التقاعد . استحق أعلى وأسمى الألقاب
والميداليات والأوسمة من الأديغي ، ومن الاتحاد السوفيتي ، ومن روسيا
الإتحادية ، وبمناسبة عيد ميلاده الثامن والثمانين يتقدم إليه مجلس
سوفييت المحاربين القدماء بالتهنئة . ونحن ندعو له أن يمد الله في
عمره ، ويحيا موفور الصحة والسعادة مع رفاقه ، وأصدقائه ، وبين صفوف
المحاربين القدامى .
الناطق الصحفي للمحاربين القدماء السيد : مراد شِمْغـَخـُو .
الترجمة إلى العربية : محمد ماهر إسلام |
. |
. |
|
|
|
|
|