MENU





 

.

.

من التراث القومي حُسَين حَامْخوقـُوَ

.

.

دَرْبٌ مُضِيءٌ
كلمـــة افـْتِتاحيـــَّة ٌ

قبل سنتين صدر كتاب جديد للشاعر الشركسي حسين حامخوقو بعـنوان " أ ُرَوِّح عن النفس بمصادقة نجم " جاء في مقدمته ، والتي كتبها البروفيسور والباحث الشَّرْكسي ِّ أبو بكر شحلاخو : الملامح الأساسية للزمن الذي عاش فيه الشاعر ، ( وبكل ما فيه من خير وشر ، ونافع وضار ) جعلت الإنسان القادر على تقديم أعمال مبدعة ، ومؤثرة ، ومُعَبِّرة

.

من سعداء الحظ ، إلا أنه ورغم ذلك قضى نحبه قبل الأوان ، فقد عُدَّ من بين أعداء الشعب ، وتمت تصفيته ، ولكن ! هل قدر له أن يعيش كثيرا ، أو أن سنوات عمره كانت قليلة ، ومحدودة ؟ . هل كان سعيدا ، يتقلب في أحضان النعمة والترف والبذخ ، أو أنه عانى الكثير من المحن والآم وواجه العديد من المَشقـَّات والصعوبات ؟. هذه الأسئلة فيها الشيء الكثير من المعاني الصادقة والحقيقية ، إلا أنها ورغم ذلك فليست أساسية لا بل هي ثانوية ، فالمهم ، والذي يعتبر فوق كل شيء هو ما قدمه وما أنجزه من أعمال طوال حياته. لقد كان منارة لطريق شعبنا الشركسي في العقد الأول والثاني من القرن الماضي ، يغذي فيهم الروح القومية ، وينعش أفكارهم ، ويُنوِّر عقولهم ، ويصور أشجانهم ، ويبرز معاناتهم ، لقد كان صدى صوته هو الأعلى في ذلك الزمن . كان وفي بداية المرحلة السوفيتية يُعــَّدُ من بين أكثر الناس علما وثقافة ، وممن بذلوا

جـهودا مخلصة وكــبيرة ، وشاركوا في بناء الحياة الجديـــدة ، لقـد درس اللغـــــة الشركسية في المدارس السوفيتية الأولى ، والتي افتتحت آنذاك ، والقصائد التي أنتجتها قريحته الشعرية كانت تحث الشعب الشركسي على الإقبال على العلم ، والتزود بالمعرفة ، وتدعوهم إلى النهضة والانبعاث من جديد ، ومن بين هذه القصائد قصيدته الشعرية والمعروفة باسم أستغيث بكم" марждхъужьын". في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي كان بين من أعدموا على أنهم من أعداء الشعب السوفيتي ، وبسبب ذلك لم تنشر كتاباته ومؤلفاته ، لا بل كان يخشون من ذكر اسمه ، ولو بصورة عابرة . وقد تحدثت الدكتورة في العلوم اللغوية الســــيدة ( راية ونرقو ـ والدكتور يونس شوايقة ) في النبذة التي قـُدِّمت عن الكتاب حول تاريخ الأدب الشركسي ، عن حياة وشخصية الشاعر حسين حامخوقو ، وسنوات عمره ، وقد قامت بإجراء دراسة تحليلية لبنية قصائده الشعرية ، والأسس التي تقوم عليها ، وأظهرت مزاياها الشعرية ، وقيمت دور الشاعر واسهامه في تطور ونمو الأدب والشعر الشركسي ، وبينت المكانة التي استحقها ، وحظي بها في عالم الشعر والأدب .

أغنية القفقاس
للشاعر: حسين حامخوقو
وطننا القفقاسي
هو في العين ، أحلى
منْ كل الأوطان
وشعبنا الأبيُّ ، عندي

أجمل من كل الأقوام
ــ ــ ـــ
نحن بأطراف الهند ، ولدنا .
ومع إطلالة فجرالتاريخ انطلقنا ،
ودخلنا أرض القفقاس .
عجز التاريخ أن يعرف
كم أقمنا ؟ .... وكيف جئنا ؟
ومتى أتينا ؟ .
في أرض القفقاس عشنا
ستة آلاف ٍأوسبعا ... ولئنَّ سلاحنا
كان سيفا من حديد
صارت الأوطان نهبا
للغزاة السارقين، .
ــ ــ ـــ
لو كان سلاحنا بالأمس
عِلـْما ونور ..... لما سقطنا

في هوة ، وشرور
ولما صارت الأرض
بأيدي طغاة ظالمين
يا له من يوم .... أسود حزين
وَليكُ .... في لونه
وطعمه ، وشكله
عن غيره مغايرا
لكل أيام الدهور .
ــ ـــ ـــ
بأم العين رأينا
نهاية مأساة البسطاء
والأميين
وسقوط الأبطال والشهداء
رفضا للعار أو نخوة
أو ثورة .... على الباطل
أو صرخة.... في وجه الظلم والغربة
ــ ــ ـــ

تاريخ العالم يحكي ..يتكلم
وبكل فخر وإعجاب
عما كان في القفقاس
من بطولات وأمجاد
وحين ترى اليوم أحداقنا
خارطة القفقاس .... تأبى النفوس
وتبكي القلوب
ــ ــ ــ
على قمم القفقاس
تستلقي الثلوج السحرية
وتبتسم لنور الشمس الوردية
وفي الشتاء
تجتمع الغربان القفقاسية
لأداء طقوس دينية
ــ ـــ ـــ
بلادنا أرض غنية
في غاباتها.... وعول وحشية

وفي سمائها .... غربان ونسور
وطيور أليفة ....تلهو وتمرح
فوق بلادنا الحبيبة .

ـــ الترجمة إلى العربية وبتصرف: محمد ماهر إسلام .

.

.