MENU
|
|
. |
. |
الزعيم أصلان
تحاكوشنه : " لم يخطر في بالي يوما أنني . سأعجز عن تنفيذ ما
عزمت على تحقيقه " |
|
. |
. |
صورة موجزة عن حياة زعيم الجمهورية
ولد زعيم جمهورية الأديغي ، وقائدها في الثاني عشر من شهر تموز
سنة ألف وتسع مئة ، وسبع وأربعين في قرية ولابة التابعة لمنطقة
كراسنَ جفارديسك ، وبعد أن أنهى دراسته في مدرسة القرية انتسب
إلى معهد المدرسين ، وفي سنة ألف وتسع مئة وسبعين |
|
|
|
. |
أنهى دراسته للعلوم اللغوية ، وفي سنة سبع وسبعين
أتم دراسته للألعاب الفسيولوجية الرياضية . وعمل في السنوات الممتدة
مابين 1971 ـ 1983 في المجال الرياضي ، ثم أصبح مديرا للمدرسة
الحرفية الثالثة ، ثم اشتغل مديرا للمدارس الحرفية المتوسطة ، وفي
سنة 1993 أسس معهد العلوم التكنولوجية بمدينة مايكوب ، وأصبح رئيسا
لها ، واستطاع أن يطورها ، ويجعلها جامعة . والزعيم أصلان تحاكوشنة
يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية ، قدم أكثر من مئة بحث
علمي . انتخب عضوا في مجلس المحافظة ، كما انتخب أكثر من مرة نائبا
في برلمان جمهورية الأديغي ، وفي الثاني عشر من شهر كانون الأول سنة
2006 رشحه الرئيس الروسي لمنصب الرئاسة بجمهورية الأديغي ، وبعد
مصادقة البرلمان على ذلك أصبح رئيسا لجمهورية الأديغي ، وفي شهر
كانون الأول الماضي قام الرئيس الروسي بترشيحه ولفترة ثانية كزعيم
وقائد لجمهورية الأديغي ، وقام برلمان جمهورية الأديغي بالمصادقة على
ذلك ، وهو ومنذ الثالث عشر من شهر كانون الأول يمارس أعماله وبصورة
رسمية . استحق الزعيم أصلان تحاكوشنة جوائز وألقابا فخرية عديدة منها
حصوله على وسام من الدرجة الرابعة للخدمات الكبيرة التي قدمها إلى
الوطن ، كما حصل عل وسام الإخاء ، ونال أيضا أسمى ميدالية بجمهورية
الأديغي ، وهي أديغييم يشوتخو زيح . للزعيم أسرة مباركة مؤلفة من
زوجه المصون السيدة لودميلا تحاكوشنه ، وقاما بتربية ابن وحيد بارك
الله لهما فيه .
اللقاء الصحفي للزعيم أصلان تحاكوشنة
اليوم هو عيد ميلاد قائد ، وزعيم جمهورية الأديغي السيد أصلان
تحاكوشنه ، والذي يوافق الثاني عشر من شهر تموز الجاري ، وفيه بلغ
سيادته الخامسة والستين من عمره ، وقد أجري معه حديث صحفي شيق تحدث
فيه عن مسار حياته ، ورؤيته للحياة ، وعن مشاعره ، وأحاسيسه ، وما
يختلج في قلبه ، وآراؤه في العلاقات الاجتماعية ، وفي كيفية تحسين
الظروف الاجتماعية للمواطنين بجمهورية الأديغي
ـــ السيد أصلان كيته تحاكوشنه : منذ اليوم الأول لتسنـُّمُك سُدَّة
الحكم ظهر وبوضوح عزمك على تحسين الظروف الحياتية ، والمعيشية للأخوة
المواطنين ، وبسبب ذلك زاد حجم ميزانية الأديغي وبمعدل ثلاثة أضعاف ،
وتحقق نمو بين ، وظاهر في الحياة الاجتماعية ، والإقتصادية لجمهورية
الأديغي ، فهل تحقق ذلك كله من خلال رؤيتك وخبرتك في كيفية تحقيق
نهضة اقتصادية ، وبفضل الجهود التي بذلتها ؟ . وهل أنت راض عن عملك ؟
. وعما تقدمه إلى الناس من جهود وخدمات ؟ .
ـــ لا أستطيع القول أني قد فعلت كل شيء ، وحققت كل ما أريد ، وأنه
لا يمكنني أن أقدم المزيد ، وإنما تمكـَّنا من انجاز بعض ما كنا نريد
من أعمال كبيرة ، تستحق الذكر ، وأنتم ترون ذلك ، وذكرتم أكثر من مرة
الخطوات التنموية التي قطعتها جمهورية الأديغي حيث زادت ميزانيتها ،
ونمت وبمعدل ثلاثة أضعاف ، ولا يرجع الفضل في ذلك إلى طريقتي ،
وأسلوبي في إدارة البلاد ، ومعالجتي للقضايا والشؤون المختلفة
والعامة فحسب ، وإنما يرجع أيضا إلى تعاون الجهاز التنفيذي وكافة
الكوادر العاملة في الجمهورية ، وإلى الجهود التي تبذل في مجال تشجيع
المستثمرين ، وحضهم على توظيف رؤوس أموالهم في الجمهورية ، ونحن ومنذ
الأيام الأولى وجهنا عنايتنا لهذه المسألة ، واستطعنا أن نجهز العديد
من المؤسسات والشركات ، والمراكز الإنتاجية ، ووفرنا لها امكانية
مواصلة العمل والإنتاج ومن جديد ، فأخذت تعمل ، وتنتج وبصورة جيدة ،
ومرضية . كما زاد عدد المعامل ، والمؤسسات الإنتاجية الموجودة في
الجمهورية ، وازدادت العوائد والأرباح تبعا لذلك . لكن الحديث عما تم
انجازه ، وتحقيقه لا أراه مناسبا ، ومن الأفضل أن نتكلم عما يجب عمله
مستقبلا من مثل تعبيد ، وشق الطرقات ، وتعمير البيوت والشقق ،
والقيام بمشروعات اقتصادية بهدف تحسين الظروف المعيشية للمواطنين ،
ورفع المستوى المعيشي لهم ، هذه هي المهمة الأساسية التي أراها ،
وأضعها على عاتقي كزعيم ، وقائد لجمهورية الأديغي .
ــ عندما يسير الإنسان في دروب الحياة يواجه ألوانا عديدة من صنوف
البشر ، فهل صادفت أناسا خانوا العهد ، ومكروا لك ، بعد أن أظهروا لك
الصداقة والود ؟ .
ـــ مثل هؤلاء البشر كثيرون ، ومن يثق بهم ، أو يعتبرهم أصدقاء له ،
فهو مخطئ ودون أدنى شك ، وفي رأيي هؤلاء لا يفهمون وبصورة صحيحة جوهر
العلاقات الإنسانية ، وهم بسطاء في نظري ، ومساكين ، وأنا أرفضهم ،
وقلبي لا يقوى على تحملهم ، وأنا واضح ، وصريح ، وصادق مع أصدقائي ،
أعرب لهم عما يدور في قلبي من مشاعر الحزن أو الفرح ، إلا أن أسوء
المنافقين من يتجاوز حد الاغتياب ، فيصل إلى مرحلة التفكير في ألحاق
الأذى والضرر بك أي ينتقل بالإساءة من الكلمة إلى الفعل والتنفيذ ،
وأنا بطبعي ليس من طبعي أن أعاملهم بالمثل ، واترك أمرهم إلى أحكم
الحاكمين ، وأفرض أمرهم إليه .
ــ أليس لديك أصدقاء أوفياء ، ومخلصون تجدهم أوقات الشدة والضيق ،
وفي أيام الخير والرخاء ؟ .
ـــ بالطبع لدي مثل هؤلاء ، وأنا أفخر ، وأعتز بهم ، وهم يشاطرونني
أفراحي ، وأحزاني ، ويقفون إلى جانبي في السراء والضراء .
ــ يقصدك الناس ولأغراض متنوعة ، من طالب عون ، ومساعدة ، ومن ناصح ،
أو مهنئ . كيف تستقبل هؤلاء ؟ وما هي طبيعة علاقتك بهم ؟ .
ــ بغض النظر عن مركزه أو مكانته فهذا لا يهمني كثيرا ، وإنما الأهم
عندي هو الدافع ، والسبب الذي جاء من أجله ، فإن كان يحمل إلي الخير
، والود ، والصدق والإخلاص ، فليس هناك ما هو أسعد ، وأغلى ، وأثمن
ذلك . فمن يأتيك مهنئا ، ووجهه عامر بالصدق ،فإنه يزيدك بشرا وسرورا
، ولكن البعض يأتونك رياء ، ونفاقا ، ولا يمكن إلا وأن يظهر نفاقهم
مهما حاولوا إخفاءه . أما من يأتيني في حاجة ، فأنا ومنذ أن وقفت على
قدمي أساعد الناس ، وبكل ما أستطيع ، وأنا على يقين تام أن الإنسان
لا يمكنه أن يخدع الناس كثيرا ، فهم ليسوا أغبياء ، يفهمون ، ويسمعون
، ويرون ، ويدركون ، وأنا أستمع إلى شكواهم ، وأعمل على تلبية
مطالبهم .
ــ إنك تخالط الناس ، وتشاركهم في أفراحهم وأحزانهم ، ولا تعتزلهم
كما يفعل بعض الحكام والمسؤولين ، ويرى المواطنون ذلك ، وبأم أعينهم
ذلك وبوضوح ، ولكن العاملون معك ، والذين تترأسهم هل يمكنهم أن
يوجهوا إليك أية ملاحظة ومهما كانت صغيرة ؟ .
ــ أنا أستمع للصغير والكبير ، وإن أشار أحدهم أو أوضح أن هذا الأمر
لا يخلو من بعض الخلل ، أو ليس بالشكل المطلب ، ويحسن أن توليه جزءا
أكبر من اهتمامك ، فأنا أكون سعيدا حقا ، وهناك من يصرح لي بما يوجد
لدي من مزايا أو إن وجد مأخذا ، إلا أن معظمهم يخفون ذلك ، فمثلا إن
أردنا القيام بزيارة عمل إلى منطقة أو ناحية ـ وعلم الأمر من قبل
الأهالي ، فإنهم يستعدون لذلك ، ويقومون بقصد الأعشاب وبالتنظيفات
اللازمة ، وتحديد الكلمات التي ستلقى ، وبمن سيقوم بمديحي ، وإطرائي
، ويتم استقبالنا وبصورة رسمية ، وينظمون لنا حفلا ، ويعدون الخبز
والماء ، وأنا قد أبلغت مسؤولي المناطق عدم القيام بمثل ذلك ، ومن
أجل ذلك أفضل أذهب إليهم وبصورة مفاجئو لأتعرف على حقيقة أوضاعهم ،
وأستمع إلى شكواهم ، وأبحث معهم عن ايجاد حلول لمضلاتهم ، وأنا لا
أذهب لأستمع إلى مدائحهم ، وأنتظر ضيافتهم ، فكلنا سواء نعمل لخدمة
هذا الوطن ، وحين تكون زيارتي مفاجئة يكون مردوها أفضل ، وأستطيع أن
اتخذ قرارات صائبة ، وأنا أكثر ارتياحا واطمئنانا .
ــ وجد في كتابات رفيق عمرك ، وزميل دراستك السيد عسكر بي وَجْ (
الجيم شامية ) أنك قد قلت له عندما كنتم تلاميذا في مدرسة ولابة :
أنك سوف تصبح قائدا أو رئيسا للبلاد . لم يصدق عسكر بي ذلك ، وقد كتب
ذلك ، وهو معجب بطموحك ، وبعد نظرك ، وقد ولد فيَّ ذلك شعورا على أنك
من أولئك الذين يضعون على كواهلهم مسؤوليات جسام ، كما أود أن أسأل
سيادتكم : هل استطعت أن تنفذ كل المهام والمسؤوليات التي وضعتها على
عاتقك ؟ .
ــ كل ما عزمت على تنفيذه ، وكل ما أضعه نصب عيني ، لم يخطر في بالي
قط أني سأعجز عن تحقيقه ، أو الوصول إليه ، فالله يعينني ، ويساعدني
، وأنا لا أدخر جهدا في ذلك . والحق يقال لقد قلت ذلك لعسكر ، وكنت
أومن بذلك ، وأعتقد أنني سوف أصبح مسؤولا ، وزعيما . لم أكن حينذاك
أفهم حجم مسؤوليات الحاكم ، ولا قضايا شؤون إدارة البلاد ، إلا أنني
كنت أحس بمعاناة الناس ، وكنت أريد أن أكون قادرا على مساعدتهم ،
وأرى عدم تساوي الناس كل ذلك قوى من عزيمتي وإرادتي من اجل الوصول
إلى الهدف الذي وضعته نصب عيني ، إن الإقبال على أي أمر وبإرادة
ضعيفة ، وبتردد نتيجته الفشل المحقق ، فعندما كنت أمارس الرياض ،
وأهتم بشؤونها ، وبالبطولات والمباريات كنا نحرز الانتصارات ، وكنا
نفوز كلما شاركنا فيها ، وعندما كان البطل مجيد خواج يدرب أبطالنا ،
كنا نعمل من أجل توفير كل ما يحتاج إليه من دعم ومساعدة . وقد قمنا
ببناء صالة لتدريب الملاكمين للمدرب فلاديمير أفتشينـيكوف عندما شرع
في تدريبهم ، وهو مازال وإلى اليوم يدرب الناشئين . وأنا وإن كنت
أعتبر نفسي ممن يعملون كثيرا ، إلا أنه كان بيننا صديق من أكثرنا
نشاطا وعملا ، وهو الآن في ديار الحق ، اسأل الله له الرحمة والجنة .
وأحب أن أذكر حادثة وقعت بيننا ، ذات يوم خرجت من مقر النقابة وبينما
كنت واقفا أمام المقر التقيت بآدم حَنـَخـُو ، وكان في عجلة من أمره
من أمره ، وكان آنذاك مديرا لدار المعلمين الموسيقية فقلت له :
فلنذهب غدا إلى شاطئ البحر، ولنتمتع هناك ولبعض الوقت . فرد قائلا :
مستحيل هذا ، فأنت لا تعرف ما أنا فيه الآن ، ومضى مسرعا في شأنه .
قلت في نفسي : ماذا جرى له ؟ . أليس له أي وقت للراحة ؟ . وعندما
أصبحت أنا مديرا ، وصرت في موقعه أدركت وبصورة جيدة ، وفهمت ما قاله
لي من قبل ، وها نحن اليوم أمامنا آلاف القضايا والأعمال ، ونحن وإلى
اليوم في صراع دائم مع الزمن ، ولا أدري إن كنت أضع على نفسي مهاما
كبيرة ، إلا أنني استطعت أن أقوم بتجهيز جميع مقار الأعمال التي
اشتغلت فيه وتجهيزها ، فعلى سبيل المثال قمت بتأسيس المهد ، وفي مدة
قصيرة أصبحت جامعة ، وكذلك عندما عملت نائبا في البرلمان عملت في
كافة اللجان ، وفهمت طبيعة عملها ، وأدركت حاجتنا إلى نظام تشريعي
محكم وقرارات جيدة ، وكذلك صرت على دراية كبيرة بطبيعة العمل الوزاري
، وتبين لي أن ميزانية الجمهورية مع ما تقدمه الحكومة المركزية من
دعم ومساعدة يمكن أن يوفر للمواطنين حياة معيشية جيدة ومرضية ، ،
ودون أن تكون لديهم ضائقات وأزمات مالية أو مشكلات معيشية ، ونحن
الآن نسير في هذا الاتجاه والمنحى .
ــ كيف تقضي إجازاتك السنوية ؟ وما هي الأشياء التي تملأ بها أوقات
فراغك ؟ وما الأشياء التي تمارسها وتهواها ؟ .
ـــ أعمالنا مرهقة ، ومتعبة تتلف قوانا ، وعندما أعود إلى البيت ،
وأجلس لارتاح ، فأفتح التلفاز لا أرى إلى المدمنين على المشروبات
الكحولية والمخدرات ، وإن تحولت إلى قناة أخرى فسترى الضحايا
والكوارث الطبيعية ، والحروب فتزداد تشنجا ، ويشتد قلقك لذلك ألجأ
إلى القراءة والمطالعة ، وإن وفقت في اختيار كتاب جيد ، فأقرأه بمتعة
وإعجاب ، وعلى سبيل المثال الكتاب الديني الذي أصدره السيد أصلان
خوطج أقرأه بشوق ، وقد كتب وبصورة جيدة ، كما أحب رياضة المشي ،
فأخرج مساء ، وأتجول مشيا على الأقدام .
ــ السيد أصلا ن كية تحاكوشنة : كيف ستحيي عيد ميلادك ؟ .
ــ عندما بلغت الخمسين والستين من عمري لم أستطع الاحتفال بعيد
ميلادي ، فقد توافق مع وفاة بعض أقربائي ، أما الآن فسأحتفل وبهذه
المناسبة ، وأدعو إليها الناس الذين أجلهم لأعبر لهم عن تقديري
واعتزازي بهم ، وكيف يمكن أن ألتقي بهم جميعا إن لم يكن اللقاء في
مناسبة كهذه؟ .
ــ سيادة الزعيم أصلان كية: اسمح لي أن أشكرك لأنك أعطيتنا جزءا
كبيرا من وقتك الثمين، وأجريت معنا مثل هذا الحديث الشيق والممتع.
أرجو أن تحقق جميع آمالك ، وأهدافك في الحياة . أتمنى لك موفور الصحة
والعافية وأرجو أن تمضي عيد ميلادك مع من تحب وبسعادة ، وأن تحيا
عمرا مديدا وبالصورة التي تتمناها .
ــ شكرا .
ــ أجرى اللقاء مع قائد الجمهورية رئيس تحرير صحيفة الأديغة ماق
السيد دربه تيمور . وقام بالتقاط الصور : أ . جوسيف .
ــ الترجــمة : محـمد ماهر إسلام . |
. |
. |
|
|
|
|
|